في إطار جولته بالإسكندرية: وزير الأوقاف يجتمع بعلماء الأزهر والأوقاف وأعضاء القافلة الدعوية
في إطار جولته بالإسكندرية لمتابعة شئون الدعوة والأوقاف اجتمع اليوم الجمعة 22/8/2014م معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بعلماء الأزهر والأوقاف وأعضاء القافلة الدعوية بالإسكندرية ، حيث أكد معاليه على أهمية التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف ومجمع البحوث الإسلامية وإدارات الوعظ التابعة له واللجنة العليا للدعوة بمشيخة الأزهر ، وكذلك علماء الأزهر بالمناطق الأزهرية، وتنسيق الجهود، وبذل مزيد من الجهد في نشر الفكر الإسلامي الصحيح في ضوء سماحة الإسلام التي يحمل لواءها الأزهر الشريف، مع ضرورة الالتزام بالضوابط التي وضعتها وزارة الأوقاف لخطبة الجمعة، وأهمها الالتزام بموضوع خطبة الجمعة الموحدة، ومراعاة أن يكون وقت الخطبتين ما بين 15_ 20 دقيقة بحد أقصى، مع الإعداد الجيد للموضوع، وموافاة الوزارة على موقعها الرسمي (أوقاف اون لاين) بأي ملاحظات أو مقترحات في كل ما يخدم الدين والوطن.
هذا وقد قامت اليوم قافلة علماء الأزهر والأوقاف _ برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر ومعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف _ بمواصلة أنشطتها الدعوية بمحافظة الإسكندرية بإلقاء خطبة الجمعة بالمساجد الكبرى بمدن المحافظة تحت عنوان:(إعلاء الإسلام لقيمة العلم وتحريمه لكل ألوان الغش) وهو الموضوع الموحد بجميع مساجد جمهورية مصر العربية ، حيث أكد العلماء المشاركون في القافلة أن العلم هو القوة الدافعة للأمم نحو التقدم، وهو الأداة القوية التي تبنى بها الحضارات، وهو سفينة الحائرين إلى بر الهداية والنور، ولأهميته ومكانته جعل الإسلام له فضلاً عظيمًا ولطالبه شرفًا ونبلاً، فهو أفضل ما رغَّب فيه الراغب وجدَّ في طلبه الطالب، فالله تبارك وتعالى شهد لنفسه بالوحدانية وثنّى بالملائكة وأولي العلم، قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].
فمن على منبر مسجد القائد إبراهيم بمحطة الرمل بمحافظة الإسكندرية أوضح أ.د/ عبد المنعم صبحي أبو شعيشع وكيل كلية أصول الدين والدعوة بطنطا أن العلم له مكانة عالية في الإسلام ؛ لأنه حياة القلوب ونور الأبصار، به يبلغ الإنسان منازل الأبرار ، وبه يطاع الله ، وبه يعبد، وبه يوحد، وبه يُمَجَّد وبه توصل الأرحام ، وبه ترفع الأمم أعلى الدرجات ، فالإسلام دين العلم، لا يُعرَفُ دينٌ مثلُه أشاد بالعلم وحثَّ عليه ، ورغب في طلبه ، ونوَّه بمكانة أهله ، وأعلى من قدرهم ، وبين فضل العلم وأثره في الدنيا والآخرة ، وحضَّ على التعلم والتعليم ، وحسبنا أن أول آيات نزلت من الوحي على قلب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أشارت إلى فضل العلم ، حيث أمرت بالقراءة وهي مفتاح العلم ، ونوّهت بالقلم وهو أداة نقل العلم.
كما بين فضيلة الشيخ/ سيد عبود وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد في خطبته بمسجد سيدي جابر أن الإسلام عني بالعلم عناية فائقة ، وحث أتباعه على طلبه، والبحث والتفكير في كل ميدان من ميادين المعرفة، وكل مجال من مجالات الحياة ، والقرآن الكريم به الكثير من الآيات التي تشير إلى هذا منها قوله تعالى :{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} [العنكبوت:49].
ومن أعلى منبر مسجد سيدي المرسي أبي العباس بميدان المساجد بحي الجمرك حث الشيخ/ محمد زكي الدين الأمين العام للجنة العليا للدعوة بمشيخة الأزهر الشريف جمهور المصلين على ضرورة طلب العلم والعمل به، فإن طلب العلم والسعي في تحصيله واجب على كل مسلم ومسلمة ، ولقد أوضح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فضيلة طلبه في حديث يدفع كل من قرأه بتدبر إلى المسارعة في طلب العلم ، وإفناء العمر في سبيل تحصيله ، فقَالَ : ( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ)( سنن أبي داود).
وضرب د/ سعيد عامر الأمين العام المساعد للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية في خطبته بمسجد المواساة بالحضرة البحرية بحي وسط مدينة الإسكندرية أمثلة لنماذج رائعة من علماء الأمة الإسلامية الذين أثْرُوا الحياة بعلمهم وأخلاقهم ، وإعمال فكرهم، منهم على سبيل المثال: عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما ) حبر الأمة وترجمان القرآن، عُرِفَ بشيخ المفسرين ، وعبد الله بن عمر (رضي الله عنهما ) من السبعة المكثرين لرواية الحديث، ومعاذ بن جبل (رضي الله عنه) حامل لواء العلماء يوم القيامة ، وأتى من بعدهم أئمة أعلام ملؤوا الأرض علمًا منهم : ابن النفيس الدمشقي الذي نبغ في الطب وأول من اكتشف الدورة الدموية ، وأبو بكر الرازي ، وابن سينا، وغيرهم كثير ممن أفادوا البشرية بعلمهم وكانوا مثلًا يحتذى بهم ، فالواجب على شباب الأمة أن يحذوا حذوهم وأن ينهلوا من العلم حتى ينهضوا بالأمة، على أن من الخطورة بمكان أن يتصدى الإنسان للفتوى بدون علم، فيضل الناس.
وأكد د/ هاني تمام مدرس الفقه بجامعة الأزهر في خطبته بمسجد يا قوت العرش بحي الجمرك أن العلم يبني الأفراد وينهض بالمجتمعات؛ وبه تقوى الدول وتتقدم الأمم ؛ والواقع خير شاهد على أن الأمم والدول التي اعتمدت العلم سبيلاً لنهضتها ؛ صارت في مقدمة الأمم؛ وأن غيرها ممن تقاعست بقيت في ذيل الأمم. ومن ثم رأينا الحق حين ذكر العلوم جملة وتفصيلاً؛ قدم العلوم التجريبية على العلوم الدينية؛ لأن عمارة الأرض إنما تكون بتطبيق نظريات الكتاب على واقع الحياة والأحياء. قال عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ * إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}[فاطر: 27 – 30] فلنعد إلى العلم؛ فالعلم ينبغي أن يكون أولاً؛ وثانياً،،،،،،، وعاشراً؛ على أن يتبعه العمل؛ باعتباره الترجمة الحرفية لقوانين العلم ونظرياته؛ ليتم بذلك التفاعل بين النظرية والتطبيق.
وشدد فضيلة الشيخ/ عبد العزيز النجار مدير عام شئون المناطق في خطبته بمسجد عمر بن الخطاب على خطورة الغش بكل ألوانه وأشكاله، وأن الإسلام قد حرمه، لأنه تزوير وتدليس وإعطاء شهادة أو قيمة لمن لا يستحق، وهو ما يجعل بناء الفرد هشا لا قيمة له، ويدمر المجتمعات ويقتل الكفاءات.